قطاع غزة - شبكة قدس: بعد أيام من الحصار والاستهداف الإسرائيلي المتعمد، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، خروج مستشفى الأمل التابع للجمعية في مدينة خان يونس عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل.
ويأتي هذا الإعلان، بعد إجبار قوات الاحتلال طواقم المستشفى والجرحى على إخلائه وإغلاق مداخله بالسواتر الترابية، بعدما أعادت قوات الاحتلال حصار المستشفى وسط قصف عنيف وإطلاق نار كثيف باتجاه المستشفى، ما أدى الى استشهاد عدد من الفلسطينيين، أحدهما العضو في فريق غرفة عمليات الطوارئ في قطاع غزة أمير أبو عيشة إضافة لمريض كان يتلقى العلاج في المستشفى، وإصابة 3 آخرين.
ووفق آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في 24 مارس 2024 (غير شاملة مستشفى الأمل)؛ بلغ عدد المستشفيات التي أخرجها الاحتلال عن الخدمة 32 مستشفى، فيما أخرج 53 مركزا صحيا عن الخدمة بالإضافة إلى استهداف 158 مؤسسة صحية و126 سيارة إسعاف.
وذكرت الجمعية، أن قوات الاحتلال كانت قد أطلقت القنابل الدخانية على المستشفى لإجبار الطواقم والمرضى والنازحين على الخروج منه، حيث تم إخراج جميع المتواجدين في المستشفى على مرحلتين، الأولى شملت النازحين وبعض المرضى والمرحلة الثانية شملت طاقم المستشفى وبقية المرضى والجرحى.
وخلال المرحلة الثانية، أطلقت قوات الاحتلال النار على اثنين من طواقم الجمعية أثناء قيامهما بإزالة الركام لتمهيد الطريق أمام المركبات للتحرك بسهولة، ما أدى ألى إصابة أحدهما فيما بقي مصير الآخر مجهولاً.
وطلبت قوات الاحتلال لاحقا من الطاقم الطبي، تحت تهديد السلاح، العودة لمستشفى الأمل الذي أغلق كافة أبوابه، بالسواتر الترابية، ما اضطر الطاقم وستة جرحى إلى البقاء في الشارع طوال الليل في ظروف غاية في الخطورة قبل التمكن من إخلائهم.
وقالت الجمعية، إن المجتمع الدولي فشل في توفير الحماية اللازمة لطواقمه ومرضاه ونازحيه، حيث حوصر المستشفى لأكثر من 40 يوماً وقُصف عدة مرات قبل أن تعيد قوات الاحتلال حصاره وتُرغم كل من يتواجد فيه على المغادرة، ليلقى المصير ذاته الذي حلّ بمستشفى القدس التابع للجمعية في مدينة غزة والذي أخرج عن الخدمة قبل عدة شهور.
وقالت الجمعية في بيانها: يضاف هذا الاستهداف المباشر لمستشفى الأمل وكوادرها إلى سجل انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل بحق المهام الطبية بشكل عام، وتلك التابعة للجمعية خاصة، منذ بدء العدوان على قطاع غزة بتاريخ 7 تشرين أول من العام الماضي، حيث وصل عدد شهداء الجمعية حتى اللحظة الى 15 شهيداً استهدفهم الاحتلال وهم يؤدون عملهم الإنساني، فيما اُصيب أكثر من 35 آخرين ويواصل الاحتلال اعتقال 13 من طواقم الجمعية لا يزال مصيرهم مجهولا.
وطالبت الجمعية بضرورة فرض احترام شارة الهلال الأحمر المحمية وفقا لأحكام القانون الدولي، واحترام وحماية الشخصية الاعتبارية للجمعية وتسهيل مهمتها الإنسانية.